الخميس، 12 نوفمبر 2015

خطاب مفتوح إلى السيد رئيس مجلس الوزراء

جريدة الاخبار - 11/11/2015


السيد رئيس مجلس الوزراء

تحية واحتراماً وبعد،

الموضوع: أغلقوا المصري اليوم واطردوا المستثمرين من مصر:

تابعت شأني شأن كل المصريين وقائع القبض على مؤسس جريدة المصري اليوم المهندس/ صلاح دياب ونجله توفيق دياب. وقد بدأت تداعيات الأحداث بصدور قرار من النائب العام بالتحفظ على أموال صلاح دياب وأبنائه وشركائه وآخرين بشأن مشروع "نيو جيزة" بالطريق الصحراوي القاهرة/الإسكندرية. ولا شك أن التحفظ يدخل ضمن صلاحيات النيابة العامة في اتخاذ ما تراه من تدابير احترازية تحت رقابة القضاء، وهو أمر لا يخص السلطة التنفيذية. ولكن لا شك أن اتخاذ مثل هذا الإجراء بشأن بلاغ مقدم منذ أربع سنوات، ودون استدعاء للمتهمين أو سماع أقوالهم أمام النيابة، وقبل صدور أو الإفصاح عن تقرير الخبراء، ومواجهة المتهمين بشأن هذا التقرير وقبل توجيه أية اتهامات أمر نادر الحدوث، وغير متكرر ويثير التساؤل!! ومع ذلك يظل الأمر يخضع للسلطة التقديرية للنيابة العامة.

وأعقب ذلك في اليوم التالي لقرار التحفظ قرار آخر بالقبض على صلاح دياب ونجله توفيق دياب على سند من القول بأن هناك بلاغ ضدهما بحيازة أسلحة في منزليهما وأن هذه الأسلحة بدون ترخيص. فقامت قوات الأمن بالإنزال البري والنهري على فيلا صلاح دياب في عز الفجر، وأعادوا أيام الدولة البوليسية بكل جبروتها، واقتحموا حرمة المنازل وكأنهم يقتحمون وكر أعتى المجرمين والإرهابيين في العالم!! ولم يكن ينقص المنظر سوى الإنزال الجوي على أسطح الفيلا... ودخل الملثمون المنزل واقتحموا غرف النوم، وقاموا بقطع التيار الكهربائي عن الفيلا لمدة 15 دقيقة!! وبعد القبض على صلاح دياب تم غلّ يديه بالأساور الحديدية -يبدو خشية الهروب أو العنف من قبله!! خاصة وأنه أجرى عمليتين قلب مفتوح وعملية غضروف ويبلغ من العمر سبعين سنة!! ولم يتم الاكتفاء بالتكبيل بل تم التجريس والامتهان بتصويره من أحد أعضاء الحملة وإرسال الصور إلى الصحف والمواقع الإخبارية.

وبعد القبض على صلاح دياب ونجله تم حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق ثم تجديد الحبس 15 يوماً. وعلى الرغم من انه جرى العرف في هذه القضايا أن يتم الافراج عن المتهمين بكفالة لحين ورود تقارير البحث الجنائي إلا ان الأمر يخضع لتقدير النيابة العامة والقضاء.

سيدي رئيس الوزراء... أياً كان صاحب ، قرار الإخراج بهذا الشكل، وأياً كانت دوافعه، فهو قد أصاب هذا البلد برصاصة قاتلة، ويجب فتح تحقيق موسع في هذا الشأن، لأن المسئولين عن تنفيذ الإجراءات على هذا النحو أياً كانت دوافعهم الوطنية قد أضرّوا بمصر في وقت قاتل، وأعادوا القلق والخوف للمصريين جميعاً على أمانهم وأرواحهم وأعادوا ذكريات زوار الفجر... فإذا كان الدافع من اتخاذ هذه الإجراءات بهذا الشكل هو إخافة وترهيب أصحاب الرأي وكسر الأقلام، فقد فشلوا فشلاً ذريعاً لأن الترهيب والإذلال لم يعد مقبولاً من الرأي العام المصري، وأتى بنتائج عكسية لا تخفى على أحد.

إن ما حدث في الأيام الأخيرة أدى إلى تشويه مصر، وقدّم على طبق من ذهب -إلى كل المتربصين بمصر شراً -مادة دسمة للإساءة إليها والتشهير بها، ومحاولة زعزعة استقرارها... لا أعرف كيف يفكر هؤلاء!! وهل هم فعلاً يعيشون معنا في هذا العالم؟ أم أنهم منغلقون على عالمهم وفي كهوفهم؟!! إن ما فعلوه أكبر دليل على أن بعض الجهات والأجهزة الحكومية لا تريد أن تسمع سوى صوت واحد واتجاه واحد، وتريد أن توأد كل رأي حر، على الرغم من أن هذه الآراء الحرة هي التي تبني وهي التي تريد الخير لمصر.

سيدي رئيس الوزراء، إن الطريقة التي تم التنكيل بمقتضاها بمؤسس المصري اليوم ونجله تعني أن البعض لا يزالون يفكرون بنفس أدوات عصور الظلام والعصور الوسطى، ولا يعلمون شيء عن العالم المعاصر... ألا يعلم من قام بالتصوير، أن هذه الصورة نشرت في كل صحف العالم تحت عنوان "إهدار الحريات والكرامة في مصر"؟!!... لا تجعل طيور الظلام تسيطر على مقدرات مصر، وتعود بها إلى الوراء.

سيدي رئيس الوزراء، أقسم بالله أن ما حدث أسوأ وأكثر ضرراً على الاقتصاد المصري، ونمو الاستثمار من أحداث طائرة شرم الشيخ... لقد خسرت البورصة في ثلاثة أيام أكثر من واحد وعشرين مليار جنيه مصري من رأسمالها السوقي كرد فعل مباشر على ما حدث... إن قرارات التنكيل بالمستثمرين رسالة سوداء تعود بنا إلى الوراء. وأخشى ما أخشاه أن يتبرع أحد العباقرة فيقول (للمهندس/ صلاح دياب أدفعلك مليار للمحافظة ونقفل القضية وانت الكسبان وبلاش بهدلة ليك انت وأبنك). يجب أن ترسل رسائل قوية، وأن ترفع صوتك: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، هذه أبسط رسالة، لا حبس ولا تصوير ولا تنكيل ولا تحقير، ولا تهديد لمجرد وجود ادعاءات لم تثبت صحتها، لا إعلان عن جرائم فساد دون أحكام قضائية قاطعة وباتة، لا تشويه ولا تجريم بشأن خلافات تعاقدية أو تفسير للعقود، لا مساومة ولا تهديد لإجبار شخص على سداد أية مبالغ ... من أخطأ ولم يسدد حق الدولة فلتتم إحالته الى المحاكم الجنائية صاحبة الاختصاص. إن المحللين الفنيين يجزمون بأن تناول الواقعة بهذا الشكل سيؤدي إلى هبوط سوق المال بما لا يقل عن 15%.

سيدي رئيس الوزراء... الاستثمار المباشر سيتأثر سلباً بهذه الواقعة لأننا أرسلنا تحذير شديد اللهجة لكل من يستثمر في مصر، لن يأتي أجبني واحد، ونحن ننكل بالمستثمرين المصريين ونشوههم واحداً تلو الآخر. يؤسفني أن أبلغك أن هناك شركات عالمية بالأمس ألغت قرارات للاستثمار في مصر في ضوء ما حدث... هذه معلومة مؤكدة.
لا تتصور للحظة أن الهبَّة والانزعاج الذي أصاب اتحاد الصناعات والغرف التجارية من أجل شخص بعينه؛ بل هو ذعر على مصر ومستقبل التنمية فيها... سيدي رئيس الوزراء يجب أن يكون لك وقفة... يجب أن تجهر برأيك... يجب أن تواجه وتحارب كل من يحاول إركاع مصر سواء عن قصد كما هو الحال بالنسبة لأساطين العصور الوسطى وعصور الظلام من تجار الدين أو بدون قصد كما الحال بالنسبة لبعض ممثلي السلطة التنفيذية ومأموري الضبطية القضائية... إن سلوك هؤلاء يضر ويؤذي كل مصري. وإن لم تستطع المواجهة - وأنا على يقين أنك قادر- فلتأمر بغلق المصري اليوم، وطرد كل المستثمرين من مصر.

ارحموا مصر يرحمكم الله... اللينك

استمع الي المقال عبر منصة اقرأ لي.. اللينك

8 التعليقات:

  1. الله ينور عليك يا دكتور يا رب يسمع

    ردحذف
  2. كلما تقوم الجهات التي من المفروض انها امنية بعمليات عبقرية مثل هذه يصدر السيسي بيان باننا دولة قانون و بصراحة اقول
    له "اسمع كلامك يعجبني اشوف امورك استعجب" لان الامر تكرر عدة مرات و لم نري احد يحال لتحقيق او يحاكم
    و خصوصا حينما يتبين انه قد تم تلفيق التهمة و لا نري احد يحاسب النيابة علي ضرب الحائط بالقانون الذي ندعي انه هو الحكم و عليه لكي لا تفقد المصداقية اجوا معاقبة كل من قام بهذه المهزلة و اقله تغريمه تكلفة هذه الحملة ناهيك عن خسائر البورصة و هرب المستثمرين و الغاء الاخرين لخطط ىالاستثمار في مصر
    و اتساءل ماذا تم في عملية اغتيال الناشطة السياسية في وسط القاهرة ايام وزير الدخلية السابق و التي قال السيسي ان من قتلها يتحمل جزاء ما عمله ناهيك عن لواء البوليس الذي كان حاضرا الواقعة و انكر ان البوليس هو من قتلها. . اذا كنا فعلا دولة قانون فليحكما علنا و لا يتم كلفتة القضية مثل كل قضايا التعذيب الذي ادي لموت المتهم ثم تكيف القضية بقتل خطأ و يحكم فيها بسنة سجن وان لا يكون كبش الفداء هو العريف الذى اؤمر بنفي الحادث

    ردحذف
    الردود
    1. للاسف احراز القضية اتلفت و النيابة ابلغت القاضى

      حذف
  3. أحسنت التعبير وأكثرت من الإحترام والتفصيل.. ولا حياة لمن تنادي

    ردحذف
  4. أحسنت وأصبت، فهذا هو بيت الداء

    ردحذف
  5. مقال رائع ودعنى اذكرك بأنة لاحياة لمن تنادى فالنظام والدولة العميقة يفعلون الشىء وعكسة كما هو مذكور فى نص كتاب اسباب نكسة 1967 ولكى اللة يامصر

    ردحذف
  6. ل رائع ودعنى اذكرك بأنة لاحياة لمن تنادى فالنظام والدولة العميقة يفعلون الشىء وعكسة كما هو مذكور فى نص كتاب اسباب نكسة 1967

    ردحذف
  7. هل تحتاج إلى قرض؟


    نحن نقدم حاليا خطة قرض عائم بسعر فائدة 2 ٪ مع بطاقة هوية صالحة صالحة للتحقق.

    يمكنك إرسال طلب قرضك لأي مبلغ تحتاجه من القرض.

    نحن نقدم قروضا تتراوح قيمتها بين 5،000.00 دولار أمريكي كحد أدنى. $ 50،000،000.00 USD Max.

    نعطي ائتمان طويل الأجل من واحد (1) إلى خمسين (50) سنة كحد أقصى.

    نقدم أنواع القروض التالية: قرض المشروع ، قرض إعادة تمويل ، قروض استثمار ، قروض السيارات أو السيارات ، قروض الطلاب ، توحيد الديون ، قروض الإسكان ، قروض شخصية ، قروض السفر والإجازات ، قروض بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة.

    اتصل بنا في مكتب QUICK ASSESS LOAN FIRM عبر البريد الإلكتروني: quickassessloanfirm@gmail.com

    أشكركم على رعايتكم!


    تحياتي الحارة،

    Kathleen Williams.

    ردحذف