هذا هو الخطاب الرسمي الذي تقدمت به لرئيس حزب الدستور
لقبول استقالتي أوضحت فيه الاسباب الحقيقية لهذا القرار …
أتمني التوفيق للحزب وكافة اعضاءة...
بإسم الله الرحمن الرحيم
السيد السفير/ سيد قاسم المصري رئيس حزب الدستور
تحية واحتراماً وبعد،،،،
شارك العديد من الموقعين على هذا البيان في تأسيس حزب الدستور منذ أن كان فكرة وليدة من رحم ثورة 52 يناير، الثورة التي كان وقودها دماء طاهرة، وباعثها الوحيد هو بناء مصر جديدة قوية أبية رحيمة بكافة أبنائها تتسع لهم جميعاً دون إقصاء أو تهميش أو قسوة. وكان الهدف الرئيسي لتأسيس حزب الدستور أن يكون بيتاً لألمة المصرية، فسعى مؤسسوه إلى تحويل حلم الثورة إلى واقع، حلم الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة، حلم الريادة المصرية، ورفع راية العلم، حلم تمكين شباب الوطن من القيادة والبناء.
وفي ظل حماسة الجميع، ونقاء الفكرة، وقعت أخطاء خالل مرحلة البناء والتأسيس، واستمرت األخطاء حتى هذه اللحظة. فتجمع الكثيرون حول الفكرة والرمز، وضاع التنظيم المؤسسي والرؤية الحزبية لتحويل الحلم إلى واقع وتسلل إلى العمق دعاة الهدم والفرقة.
وعلى الرغم من الصيحات المخلصة التي دعت إلى أنه ال يمكن االستمرار على هذه الوتيرة، إذ إنه بدون تنظيم مؤسسي حقيقي وفاعل، وبغير بناء إطار تنظيمي سليم تسطع فيه األهداف والمبادئ والمسئوليات سيكون الحزب جسداً بال عمود فقري، حزب مشتت أعضائه بال رؤية سياسية أقرب في عمله إلى الجمعيات منه إلى األحزاب السياسية. إال أنه لألسف الشديد لم يستمع قادة الحزب السابقون والحاليون لهذه التحذيرات المخلصة وخضعوا ألصحاب األصوات العالية.
وتعمد البعض استمرار الوضع على ما هو عليه واالهتمام بالشكل والضجيج االعالمي دون المضمون والواقع، فكانت المحصلة، انتشار المحسوبية، وغلبة الشعارات الجوفاء على المضمون البناء، وتقلص دور الشباب من ذوي الكفاءة وتم تهميشهم.
وشاعت سياسات ردود الفعل ولا تزال- وانعدمت الريادة السياسية والرؤية البناءة للحزب في مرحلة حرجة يمر بها الوطن.
وانتشرت الفرقة والخالفات الداخلية يوماً بعد يوم، وزادت وتيرة التخوين وتصفية الحسابات. وزادت التجاوزات وحاالت التعدي اللفظي والجسدي دون محاسبة أو جزاء إن لم يكن هذا االعتداء مصحوباً بمكافأة تصعيد لمنصب إداري أو سياسي. وصاحب ذلك انهيار مالي واداري وانسحاب قيادات الحزب ومؤسسوه واحداً تلو اآلخر دون أن يشكل ذلك هاجساً عند قيادات الحزب التنفيذية سواء في ذلك نواب الحزب أو أمانة التنظيم بل كان ذلك حافزً لهم على استمرار الوضع على ما هو عليه، مع إبقاء األمر في طي الكتمان كلما كان ذلك ممكناً. ولم يقتصر األمر على ذلك، بل يجري التعامل من قبل أمانة التنظيم مع عضوية الحزب على أنها عطايا أو منح تجزى لهذا أو تمنع عن ذاك والمبررات عديدة، ولكن المعيار الوحيد هو الوالء لقيادات بعينها في محاولة للسيطرة على تشكيل المؤتمر العام األول للحزب. فغابت الديمقراطية وذاعت الشكلية، واإلمعان في تضليل أعضاء الحزب وقواعده وعدم مواجهتهم بما يدور من مشاكل وتحديات. وتم إغالق العديد من المقار الخاصة بالحزب في كل محافظات الجمهورية، وتقلص أعضاء الحزب إلى أقل من ألفين على أكثر تقدير على الرغم من أن التطلعات كانت تسعى إلى ضم مئات اآلالف، بل والماليين إلى الحزب الوليد. ويتم التعتيم على قواعد البيانات وحجبها عن أعضاء الحزب، إلى جانب تسخير أدوات التواصل االجتماعي لصالح أفراد بعينهم، وليس لصالح الحزب.
وضاع الحلم على أيدي المغامرين من أصحاب الخبرة في تدمير األحزاب وصناعة المواءمات، فتخيل بعض هؤالء أن منح هذا منصباً أو ذاك لقباً هو اإلصالح المؤسسي المنشود، أو أن اإلعالن عن تاريخ المؤتمر العام دون نية حقيقية في تنقيح العضويات بشكل مؤسس أو قانوني هو الحل األمثل لمشكالت الحزب.
لألسف الشديد، فإنه في خضم هذه الخالفات الحزبية الضيقة، والهوس بخياالت شخصية، واالنشغال بإشعال معارك حنجورية سطحية، وانعدام المسئولية والمحاسبة، ضاعت قضايا الوطن األساسية، وتحويل حلم ثورة 52 يناير إلى واقع، وفشل الحزب بجدارة في طرح أية حلول سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ذات جدوى تمثل طموحات أبنائه.
إن جميع الموقعين على هذا البيان قد بذلوا الجهد وأخلصوا النصح، وحاولوا إعادة البناء وفقاً إلطار مؤسسي حقيقي يضمن العبور بالحزب وأبنائه إلى بر األمان، وتحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها، إال أن شعارات التخوين والتجريح والتعديات اللفظية نالتهم جميعاً. فانسحب من انسحب، وغادر من غادر، فاألمر لم يعد يتصل بخالف سياسي موضوعي، بل تحول إلى معارك ال تليق بحزب كان يسعى مؤسسوه ألن يكون بيت األمة. إن استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل هذا التفتت واالنهيار التنظيمي سيجعل من المؤتمر العام رصاصة الرحمة ال نقطة البدء في البناء.
لسنا بمحبطين، ولا غاضبين، ولكننا آثرنا تركيز الجهود في المرحلة القادمة على قضايا أكثر نفعاً وأجدى لمصلحة الوطن. فالمعركة لبناء مصر الجديدة ستستمر ولن تموت فهذه هي المعركة لهم. فهذا الشعب العبقري الابي الذي ثار في يناير 5122 ويونيو 5122 لرفعة الوطن لن ييأس مهما ناله. فالتحديات لا تزال قائمة، ولكننا عاهدنا الله على إزالة المعوقات ومواجهة التحديات أياً كان الثمن من أجل البناء.
وحرصاً على توجيه الجهود إلى ما هو أثمن وأجدى وحفاظاً على وحدة التيار المدني ودعمه، فإن الموقعين أدناه يعلنون استقالتهم من كافة مناصبهم داخل الحزب، ومن عضويتهم به. وقد آثرنا معاً تركيز الجهود سوياً باإلضافة إلى غيرنا من شرفاء الوطن خالل المرحلة القادمة للعمل على توحيد القوى الوطنية المخلصة واختيار أفضل العناصر والكفاءات لمواجهة االستحقاقات القائمة، وانجاح خريطة الطريق كخطوة أولى لبناء مصر جديدة قوامها العلم، والعدالة االجتماعية، واالقتصاد الوطني المستقل، ونظام ديمقراطي يحترم حقوق اإلنسان. فالمعركة ليست مجرد خالفات حزبية ضيقة وال يجب أن تكون.
نتمنى لكم كل النجاح في جهودكم، فحزب الدستور كان وال يزال عزيزاً على قلوبنا جميعاً.
وفقنا الله واياكم لما فيه مصلحة الوطن مع خالص التحية
الموقع ادناه:
د.أحمد البرعي
أ.جورج اسحق
أ.بثينة كامل
د.هاني سري الدين
أ.طارق الغزالي حرب
أ.كمال عباس
أ.احمد عيد
أ.اسراء عبد الفتاح
أ.محمد انيس
د.شادي الغزالي حرب
أ.ناصر عبد الحميد
3