الأربعاء، 21 مايو 2014

ذكرياتى وتجربتى (2)

برنامج "زيارة لمكتبة فلان" اذاعة البرنامج العام - 20/5/2014

" وصيتى لبلادى" و" قيادات التغيير" كتب اثرت فى مسيرتى


لن تنجح مصر فى تجاوز المرحلة الحالية إلا بالمشاركة والعمل وأصلاح المؤسسات وهذا ليس رأى شخصى بحت وأنما هو رأى من قادوا تجارب ادت للخروج من عنق الزجاجة لبلادهم وهذا ما استكملت به حوارى مع الأعلامية نادية صالح بالأذاعة وهى تسألنى عن أهم الكتب التى اثرت فى حياتى.
والحقيقة ان هناك عوامل اخرى أثرت فى شخصيتى وقدرتى على أتخاذ القرار بخلاف دراستى بالخارج أهمها قراة الكتب حيث يستطيع الكتاب أن يأخذنى إلى عالم مختلف أرى فيه وأنا فى مكانى صورا وأحداثا ونصائح بل وتجارب كاملة مرت على غيرنا وهناك قولا مأثور تذكرته وأن أستعرض مع نادية صالح كتبى المهمة وهى" أن العاقل من يتعلم من تجاربه والحكيم من يتعلم من تجارب غيره " لأن الحكمة تتقضى أن أتعلم ممن سبوقنى ولا أنتظر أن أمر بالمشكلة حتى أتعلم، وقد أهدانى الدكتور شريف أبوالنجا نائب رئيس مستشفى سرطان الأطفال كتاب " قيادات التغير" بُنيت فلسفة هذا الكتاب على العناصر الأساسية فى مراحل الأصلاح سواء داخل مؤسسة أو دولة تعتمد هذه العناصر على الرؤيا الواضحة وهذه الرؤيا  لابد أن تكون شفافة بالنسبة للمعارضين والمؤيدين وبناء عليها تتخذ القرارات بوضوح فمثلا قرارات اعادة هيكلة الدعم فى مصر لو لم تقنع بها المواطن سوف تجد لها طرقا جانبية للتحايل عليها ، لابد أن اضع أى قرار تحت مسؤولية المجتمع حتى يشعر كل مواطن أنه مسئول عن تنفيذ هذا القرار ويحدث توافق مجتمعى عليه ، ايضا أشار هذا الكتاب الهام إلى أن عمليات الأصلاح لابد أن يكون لها مؤشرات سريعة فالناس ليس لديها قدرة على الأنتظار خطط طويلة الأجل بل يحتاجون إلى قرارات سريعة تحسم مشاكلهم ، فى الحقيقة أن هذا الكتاب لم يسهب فى أراء تخص كاتبه ولكنه وضع نماذج لتجارب إصلاح نجحت وأخرى فشلت وذكر هذه الأسباب كما رصد أهم عناصر النجاح التى مرت بها دول أخرى فمثلا من شروط النجاح ألا أسهب فى الوعود المفرطة التى ترتبط بمدة زمنية مثل ما حدث مع النظام السابق عندما حدد 100 يوم ولم يستطيع إنجاز أى شىء فيها.
 ايضا من مكونات النجاح الأهم عدم الأحتفاظ بالعناصر المعوقة للعمل بمعنى اننى أريد أن أقوم بنتفيذ سياسة مالية معينة وكل مرة تقف هذه السياسة عند المدير المالى للشركة لرفضه التنفيذ هنا توجد عناصر معوقة لتنفيذ سياسية هامة لعبور الأصلاح علينا أبعادها فيجب أن يعمل مع من يتولى الأصلاح أشخاص مؤمنين بفكره ولديهم نفس القناعة الشخصية بهذا الفكر.
رصد كتاب " قيادات التغير" قضية عدم الاصطدام مع أصحاب المصالح المشروعة من العمال والفلاحين حتى لا يشكلوا تكتل معارضة يعوق تنفذ الخطة لأننا لم نعتنى بمصالحهم ومثال ذلك عندنا فكرة القطاع غير الرسمى الذى يمثل 50% من النشاط الاقتصادى هؤلاء مجموعة من الناس لم نهتم بهم لابد أن نشغل هؤلاء الناس وأبحث لهم عن فرصة عمل وهذا الاهتمام حدث فى سنغافورة، هناك كتب كثيرة تستعرض تجارب دول نجحت علينا الاهتمام بترجمتها والاستفادة منها.
كتاب آخر تبرز أهميته حاليا وفى التوقيت الحاسم الذى تمر به مصر هذه الأيام وهو " فريق من المتنافسين" الكتاب يرصد تجربة أبراهام لينكولن رئيس الولايات الأمريكية المتحدة الذى جمع حوله فريق عمل من منافسيه فى الأتنخابات منهم من كان أكثر منه خبرة فى العمل السياسى ومنهم من كان أكثر منه قدرة على تولى هذه المهمة ، ولكنه استطاع بهذا الفريق أن يشكل أفضل عناصر ساعدته على الحكم، لأن الجمع بين الرؤى المختلفة يساعد فى بناء قرارات شخصية صحيحة وهذا ما نحتاجه ونحن على أعتاب مرحلة جديدة.
جزء من بناء النظام الديمقراطى هو بناء الشخصية المصرية على الرأى والرأى الآخر، ولا أنسى ابد كتاب دكتور إبراهيم شحاته وكان فى البنك الدولى " وصيتى لبلادى" الذى وضع فيه خلاصة خبرته فى الحياة العملية وقد كتبت مقالة قبل صدور دستور 2012 بعنوان " وصية د. إبراهيم شحاته لمصر" هذا الكتاب لابد أن تعاد قراءته مرة أخرى لأن الدكتور ابرهيم حدد مسرات نجاح الدولة يعتمد على سياسة التعامل مع الموضوعات التى يمكن ان تثير حفيظة الاخرين مثل مثل مبادئ الشريعة الإسلامية فى المادة الثانية للدستور وعدم أتباع السياسات الاقصائية فى السياسة.
فى هذه النقطة تحديدا علينا أن ننظر فيها إلى الدول التى نجحت فى إدارة سياسات بعد ثورات ومراحل انتقالية مثل جنوب أفريقيا وأندونسيا وماليزا كل هذه الدول أعتمدت على المشاركة وعدم الأقصاء وتحمل المسؤلية بشكل جماعى وهذا هو المطلوب فى مصر فى المرحلة الحالية ، بالأضافة إلى التوازى مع الأصلاح المؤسسى والأقتصادى مصر بحاجة إلى أحزاب قوية ومعارضة قوية ومؤسسات دولة قوية قادرة على الأدارة ومواجهة الصعاب وهذا لن يؤثر على السير فى طريق تحقيق العدالة الأجتماعية والوصول إلى أقتصاد قوى ومستقل.
استمع للحوار كاملاً على هذا اللينك


ذكرياتى وتجربتى (1)

برنامج "زيارة لمكتبة فلان" اذاعة البرنامج العام - 20/5/2014


شريط من الذكريات يمر امام عينى الان والعودة قليلا إلى الخلف لنتذكر مشاهد مرت من العمر لها مذاق خاص إذ نجد هناك فى هذا الماضى القريب أحلام حققناها وأحلاماً أخفقنا فيها وشخصيات أثرت فينا وشخصيات مرت مرور الكرام، هذه العودة أخذتنى إليها الأعلامية نادية صالح عندما قدمت لى فرصة التذكر والبعد عن الزخم السياسى والمشاكل الأقتصادية التى تكون عادة محور لقائتى الحوارية فى الاعلام من خلال برنامجها الأذاعى الشهير
"زيارة لمكتبة فلان ".

نسيت أننى فى برنامج بل كنت اشعر أننى مع صديق أستعيد معه ذكريات الطفولة والشباب وكيف أننى كنت طالبا محسوب على المتفوقين دراسيا فى كلية الحقوق التى أعتبرها من الكليات الصعبة وتحتاج الى المنطق فى الدراسة  وليس الحفظ، سألتنى نادية صالح عن سر تفوقى فى مجال الدراسات القانونية فمرت أما عيونى تجربة شخصية وكنت لم أكمل بعد العشرون عاما عندما تأخر صدور كتاب مصادر الألتزام الذى يدرس فى السنة الأولى بكلية الحقوق وهذا الكتاب يعتبر بداية القانون المدنى ويمثل عصب الدراسة فى هذا القانون، فرودانى هاجس سطير علىٌ طول الأجازة الصيفية وهو كيف لى أن أتعمق فى دراسة القانون ومبادىء القانون المدنى لم أتعمق فيها بالشكل الكافى ، وهنا قررت أن أعتمد على نفسى فعكفت على تعليم نفسى من خلال القراءة وخاصة فى أمهات الكتب مثل السنهورى باشا الذى يعتبر أبو القانون المدنى، ولا أبالغ عندما أقول أن هذه القراءات المتعمقة كان لها الفضل على فى سنوات العمل لأن دراسة القانون ليست فقط الكتب الدراسية ولكن إيضا التعمق فى كافة القراءات سواء كانت قانونية أو سياسية يزيد دراس القانون خبرة ، والقراءة تزيد الأنسان بصفة عامة قدرة على التفكير السليم وتمده بالزاد طول حياته ،وهذا الكلام ليس حديثا مرسلا لكنه حقيقية أثقلتنى فى سنوات العمل .

وحتى أكون أكثر صدقا كان لدراستى فى انجلترا تأثيرا آخر على شخصيتى حولت طريقة تفكيرى لأنى تخصصت فى الدراسات الأقتصادية وعلاقة القانون بها فدراسة القانون ليست هدفا فى حد ذاتها ولكن تشابكها مع السياسة والأقتصاد يثريها، وهذا ما حدث معى إذ درست دور القانون والتنمية الأقتصادية وقضيت فى انجلترا خمس سنوات من 1991 إلى 1996 وأنا طالب دكتوراه خطرت لىٌ فكرة عرضتها على أستاذى فى ذلك الوقت جوزيف نورتان الذى أذكره بكل خير لأنه شجعنى على تنفيذ الفكرة التى عرضتها على القسم فى ذلك الوقت وهى تخصيص قسم لطلبة الدول النامية تدرس فيه التشريعات الخاصة بهم لأن لندن عاصمة المال والأعمال عندما ندرس فيها التشريعات القانونية والأقتصادية تكون بعيدة عن هذه الدول التى لا زالت فى مراحل بعيدة عن هذا التقدم، فوافق القسم على تدريس التشريعات من وجهة نظر الدول النامية وبدأ هذا القسم بعشرين طالبا.

اليوم ولأنى أستاذ زائر فى انجلترا ارى اقبال هائل على هذا القسم الذى يفضل الطلبة من هذه الدول المرور عليه لمعرفة كيفية تنمية قدراتهم الدراسية وفق رؤية بلادهم للتشريعات القانونية الخاصة بهم ، هذا النوع من الدراسة مهد لأن تكون علاقتى بالأقتصاد وطيدة وأهلنى لرئاسة هيئة سوق المال المصرية ، والحقيقة إنى تعلمت عندما درست هذا النوع من الدراسة كيفية تحليل التشريعات من منظور إقتصادى بحت فما هو المردود الأقتصادى لفرض ضرائب جديدة مثلا ما هى القيمة الأقتصادية لهذا القرار وكيف نحصل على ايجابياته ونستبعد سلبياته لأن أصدار التشريعات بلا رؤيا ومدود إقتصادى يفرغها من مضمونها الحقيقى وهو التطوير والتقدم وهذا ما تعلمته هناك فى عاصمة المال والأعمال.

 فورة الشباب وحماسهم أخذتنى إليه نادية صالح بسؤال أعتبرته هى ملحا حول الأعتراض الدائم من الشباب وعدم قبول النصيحة ممن هم أكبر سنا منهم فعادت بى الذاكرة الى الفترة التى أثرت تفكيرى عندما كنت طالبا وكانت عمليات المصالحة فى جنوب إفريقيا بدأت من خلال نيلسون مانديلا وكان وقتها وتحديدا عام 1992 مانديلا ضيفا على الجامعة وهاجمهه الشباب بشدة عندما بدأ يتحدث رافضا المصالحة ، ولا أنسى رد فعل مانديلا عندما قال لو لم يهاجمنى الشباب لأصبحت قلقا على مستقبل جنوب إفريقيا، هذا المنطق فى التفكير كان من شاب ثائر وقضى فى السجون 30 عاما ولكنه يعلم جيدا ان الشاب لا يقبل الحلول الوسط فهو دائما لا يرضى إلا بالتغيير، وعلينا ان نتعامل مع الشباب بهذه الروح حتى لا يصطدم كل جيل بمن يليه .
استمع للحوار كاملاً على هذا اللينك

السبت، 10 مايو 2014

المشروعات الصغيرة والمتوسطة واهتمام خاص فى برنامج السيسي

جريدة العرب - 9-5-2014

طلبت جريدة العرب الاماراتية من مراسلها فى القاهرة اجراء حوار معى فى اسرع وقت لإطلاع الرأى العام الاماراتى عن اهم ملامح برنامج المرشح المحتمل للرئاسة المشير السيسي. وبعد اجراء الحوار الذى أسعدنى فيه اهتمام الاعلام الاماراتى بما يجرى فى الشقيقة مصر وحرصهم على المتابعة من المصادر الموثقة للحملة
اتصل الصحفى الذى اجرى الحوار بالفريق المعاون واعتذر عن خطأ ورد بالجريدة فى نسختها المطبوعة والاليكترونية فى لقبى " مستشار حملة المرشح الرئاسى السيسى"، وهذا ليس صحيحا حيث إننى عضو فقط بالهيئة الاستشارية للحملة والتى تضم ثمانية شخصيات وطنية اخرى
وتم نشر الحوار الذى اعطى أهمية خاصة للملف الاقتصادى فى برنامج السيسي والذى يستهدف محاربة الفقر والحد من البطالة وتوفير فرص العمل، كما أوضحت أن البرنامج يعالج فى جزء منه الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى جميع المحافظات كحل لخفض معدلات الهجرة للعاصمة، بالإضافة الى الجزء الخاص بالتمويل والذى سوف يعتمد فيه السيسى حال فوزه بالرئاسة على رافدين الأول هو تحفيز مناخ الاستثمار العربى والمصرى والثانى هو المساعدات الواردة من الدول العربية ومختلف دول العالم فى اول عامين من توليه الرئاسة

لم يغفل الحوار سؤال عن الأخوان المسلمين ومشاركتهم فى الحياة السياسى وأوضحت أنه لا مكان لهم ولا توجد نية للتصالح مع من لوثت أيديهم بدماء المصريين. تفاصيل أكثر للحوار على الرابط التالى: اللينك

الأربعاء، 7 مايو 2014

الاكتتاب.. هل استعدت الشركات لهذه الخطوة ؟


مؤتمر طروحات البورصة - 7/5/2014

وصلت متأخرا حوالى نصف ساعة عن موعد الجلسة التى دُعيت إليها ضمن مؤتمر طروحات البورصة والذى أفتتحه رئيس الوزراء إبراهيم محلب تحت رعاية البورصة المصرية ، ولكن هذا التأخير لم يؤثر على اللقاء الذى أراه مهم ومؤثر فى مستقبل البورصة المصرية خاصاً فى الجلسة التى شاركت فيها بعنوان "هل استعدت شركتى لهذه الخطوة".

ورغم أهمية الأكتتابات الجديدة فى القيام بدورها إلا أن لها دور أخر لا يقل أهمية عن التمويل وهو نشاط البورصة إذ رأيت بنفسى ومن خبرة عمل أمتدت لسنوات بسوق المال أن الأكتتاب الجديد خاصة إذا كان فى قطاع مؤثر يزيد نشاط البورصة ويضم إليها مستثمرين جدد ، والطرح الجديد يكاد يكون الوسيلة الاساسية فى المرحلة القادمة إذا أردنا ان نضخ الدم فى الاقتصاد المصرى والمحافظة على شركات القطاع الخاص وقطاع الاعمال العام .



ويدلل على كلامى كثافة الحضور فى الجلسة التى تناولت هذا الموضوع رغبة منهم فى فهم أليات التنفيذ ومن جانب آخر البحث  عن خبر طرح جديد ينضم للبورصة .

تناولت بالمناقشة والتحليل مع  أساتذة فى مجال سوق المال مثل علاء سبع الرئيس التنفيذى لشركة بلتون المالية وسامر الدغيلى رئيس فريق أسواق الأسهم لمنطقة الشرق الأوسط ب "اتش اس بى سى" وحسام أبوموسى مدير أستثمار بشركة أكتس ،أسباب فشل بعض الأكتتابات الجديدة والتى من أهمها عدم تحديد شخصية الشركة وما هو الشكل الذى سوف تظهر به وتوضيح الاستراتيجية التى سوف تتبعها الشركة ومحاولة إقناع المستثمرين بهذه الأستراتيجية .

فالتحضير هو أساس نجاح أو فشل الأكتتاب وأن تكون الشركة على علم بالمخاطر التى سوف تواجهها واستعداد الشركة لعملية الافصاح ،حيث وضع القانون شروط يجب توافرها تتعلق بالميزانيات وتشكيل مجلس الادارة وإمكانية الحصول على التمويل فى ظل مناخ تنافسى والأستعداد لمرحلة ما بعد الطرح ومرحلة القيد فى البورصة وإنه لابد من الأستعداد من الناحية المالية وأيضاً الادارية للشركة وكيفية التواصل مع المستثمرين والمتحدثين ... تفاصيل أكثر تراها عبر الفيديو التالى.